البلجيكية – أحمد فراسيني
لقاء مع الناشطة الإجتماعية صابرين عويس، في مقر نادي فلسطين في بلجيكا عن تجربة الترشح للانتخابات المحلية في بلجيكا.
خلفية عن صابرين عويس
صابرين عويس، أم لثلاثة أطفال، ولدت في بلجيكا وتعمل معلمة في مدرسة ألمانية لتعليم الأطفال من خلفيات مهاجرة، كما تدير جمعية خيرية منذ عام 2021 تُعنى بمساعدة اللاجئين، خصوصًا من مناطق النزاع في الشرق الأوسط. وتبرز عويس في نشاطها المجتمعي داخل منطقة أندرلخت في العاصمة بروكسل، حيث يشكل القادمون من فلسطين ولبنان وسوريا نسبة كبيرة من السكان.
الانتخابات ضرورة لا خيار
في سياق حديثها عن دوافع الترشح، قالت عويس:
“كان من الضروري أن أكون جزءًا من دوائر اتخاذ القرار، خصوصًا في منطقة يقطنها عدد كبير من اللاجئين والمهاجرين. لا يكفي أن نكون موجودين فقط كأرقام، بل يجب أن يكون لنا تمثيل حقيقي يُعبّر عن وجهة نظرنا.”
تجربتها جاءت ضمن مجموعة من ستة مرشحين من أصول فلسطينية خاضوا الانتخابات الأخيرة، في خطوة تعكس تصاعد وعي الجالية بضرورة الانخراط في العمل السياسي المحلي.
صوت فلسطيني في مؤسسة بلجيكية
أشارت عويس إلى التحديات المرتبطة بجمع هويتها الفلسطينية مع دورها كمواطنة بلجيكية، مضيفة:
“كنت مضطرة دائمًا لإيجاد توازن بين كوني فلسطينية تسعى لتمثيل قضيتها، وبين مسؤوليتي كمواطنة بلجيكية تجاه المجتمع الذي أعيش فيه.”
وشددت على أن البرنامج الانتخابي يجب أن يخدم المواطنين البلجيكيين كافة، وليس فقط الجاليات المهاجرة، وقالت:
“لا يمكنك أن تطلب من مواطن بلجيكي أن يصوّت لك فقط لأنك فلسطيني. الناس هنا لديهم هموم حياتية ومطالب محلية يجب التعامل معها.”
الحملة الانتخابية فرصة ودروس
وأشارت عويس إلى أنها لم تكن مستعدة بشكل كافٍ للمعركة الانتخابية، خصوصًا في ظل التوترات الناتجة عن الحرب على غزة، التي أثرت عاطفيًا على الجالية الفلسطينية ومرشحيها.
“الانتخابات جاءت في وقت عصيب جدًا، فقدنا فيه أفرادًا من العائلة، ولم أكن مجهزة ماديًا ولا تنظيمياً، لكنها تجربة غنية بالتعلم.”
وأضافت أن اختيار الحزب المناسب يُعد من أبرز التحديات، لافتة إلى أن بعض الأحزاب استغلت صورة المرشحين الفلسطينيين لكسب التعاطف دون دعم حقيقي في الكواليس:
“تم استخدامنا كواجهة انتخابية لجذب أصوات مؤيدة لفلسطين، لكن خلف الأبواب لم يكن هناك دعم حقيقي لقضايانا.”
العمل السياسي
عبرت عويس عن قناعتها بأهمية تكرار التجربة بشروط أفضل، ودعت المهتمين من الجالية الفلسطينية إلى التحضير المسبق واختيار الحزب بوعي.
“لا تدخلوا السياسة من باب الحماس فقط. يجب أن تكونوا حاضرين على الأرض ومؤثرين في المجتمع قبل فترة طويلة من الانتخابات، ويجب أن تفهموا برنامج الحزب الذي تمثلونه.”
الجالية الفلسطينية و دعم غير مكتمل
وتحدثت عن الدعم المحدود من بعض أطياف الجالية الفلسطينية، رغم أن جاليات عربية أخرى قدمت لها الدعم والتشجيع في فترة التردد.
“كنا بحاجة لتنظيم وتوحيد الصوت الفلسطيني قبل الانتخابات بوقت كافٍ، لكن ذلك لم يحدث بالشكل المطلوب.”
تجربة صابرين عويس، رغم أنها لم تثمر عن فوز انتخابي، إلا أنها تمثل خطوة جريئة نحو تمكين الصوت الفلسطيني في السياسة الأوروبية، وتؤكد أن المشاركة السياسية هي مسار طويل يتطلب تراكمًا واستمرارية وليس مجرد محاولة عابرة.
“قد لا تكون البداية مثالية، لكن الأهم أن نبدأ. علينا أن نصنع حضورنا ونؤثر، ليس فقط من أجل فلسطين، بل أيضًا من أجل تحسين واقعنا هنا في بلجيكا.”