شهدت إسبانيا والبرتغال وأجزاء من جنوب فرنسا، يوم الاثنين 28 أبريل 2025، انقطاعًا كهربائيًا واسع النطاق تسبب في شلل مؤقت لعدد من الخدمات الحيوية. الحادثة، التي وُصفت بأنها من أكبر الأزمات الكهربائية في المنطقة منذ سنوات، كشفت عن أهمية التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة الأزمات الطارئة.
في إسبانيا، أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن استعادة إمدادات الكهرباء في مناطق الشمال والجنوب تحققت بفضل تعاون السلطات الفرنسية والمغربية، مشيدًا بتضامنهما مع إسبانيا خلال هذه الأزمة. وأوضح أن العطل وقع ضمن النظام الكهربائي الأوروبي، مما يبرز الترابط الوثيق بين شبكات الطاقة في أوروبا والمغرب.
وأكد سانشيز أن إعادة تشغيل محطات الدورة المركبة ومحطات الطاقة الكهرومائية سيكون له دور أساسي في تسريع التعافي الكامل، معلنًا أن مجلس الأمن القومي الإسباني سيعقد اجتماعًا جديدًا مساء اليوم لمواصلة متابعة الوضع.
البرتغال بدورها عرفت انقطاعًا كبيرًا للكهرباء في معظم المناطق، مما أدى إلى توقف خدمات القطارات والمترو وإرباك حركة المرور. وأفادت شركة الشبكة الوطنية للطاقة (REN) أن السبب يعود إلى ظاهرة جوية نادرة تسببت في اهتزازات غير طبيعية بشبكات الضغط العالي، مما أدى إلى تعطيل التزامن الكهربائي مع الشبكة الأوروبية. الحكومة البرتغالية أكدت أن العمل جارٍ بشكل مكثف لاستعادة الخدمة، مع استبعاد فرضية وقوع هجوم إلكتروني.
أما في جنوب فرنسا، فقد تأثرت بعض المناطق المرتبطة بالشبكة الإسبانية بانقطاعات متفرقة في التيار، مما أثر على أنظمة النقل والكهرباء، خاصة في المناطق القريبة من الحدود مع إسبانيا. شركات الكهرباء الفرنسية أعلنت أن الخدمة عادت تدريجيًا بفضل التحركات السريعة لإعادة التوازن إلى الشبكة.
وفي سياق متصل، كشف مصدر حكومي لموقع هسبريس عن وجود تنسيق مباشر بين الرباط ومدريد للمساعدة في معالجة تداعيات هذه الأزمة، مما يؤكد مرة أخرى أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الطارئة في قطاع الطاقة.