الأوروبية | أحمد راغب
في مشهد يعكس اختلافات جوهرية في استراتيجيات إدارة السياحة، تواصل مراكز المعلومات السياحية انتعاشها في دول آسيوية كاليابان وكوريا الجنوبية، في وقت تشهد فيه أوروبا تراجعًا حادًا في أعداد هذه المراكز، نتيجة التحول الرقمي المتسارع والاعتماد الواسع على الهواتف الذكية.
وفق تقرير نشرته شبكة CNN بالعربية، لا تزال مراكز المعلومات السياحية في آسيا تحافظ على مكانتها كجزء محوري من تجربة السفر، عبر تقديم خدمات متطورة تتجاوز التوزيع التقليدي للكتيبات. تقدم هذه المراكز للزوار حجز الإقامات والجولات السياحية، فضلاً عن توفير معلومات مفصلة بعدة لغات، مدعومة بتكنولوجيا تفاعلية متقدمة مثل الشاشات الذكية والتطبيقات الرقمية.
في اليابان، يُنظر إلى مراكز المعلومات كحلقة وصل ضرورية بين الزائر والوجهة السياحية. يقول “هيرويوكي ناكامورا”، مدير أحد مراكز المعلومات في طوكيو:”التواصل الشخصي لا يمكن استبداله بالكامل بالتكنولوجيا. السياح يحتاجون إلى التفاعل الإنساني لفهم الثقافة المحلية بشكل أعمق.”
أما في كوريا الجنوبية، فتركز المراكز على دمج الحلول الرقمية ضمن تجربة الزائر، حيث توفر تطبيقات مترجمة فوريًا وتحديثات آنية عن الفعاليات المحلية، مع طاقم بشري مدرّب للتعامل مع مختلف الجنسيات.
في المقابل، اختفت العديد من مراكز المعلومات السياحية من شوارع المدن الأوروبية، خاصة في فرنسا وألمانيا وإسبانيا. يرى بعض الخبراء أن التوسع الكبير في استخدام الهواتف الذكية وتطبيقات الخرائط والسفر جعل وجود هذه المراكز أقل ضرورة.
ويعلق “بيير دوبوا”، خبير السياحة الرقمية من بروكسل:”التغيير في السلوك السياحي الأوروبي جعل المعلومات متوفرة لحظيًا في جيب كل سائح، مما خفّض الحاجة لوجود مراكز مادية على الأرض.”