في تطوّر لافت للمشهد الرياضي والاجتماعي في بلجيكا، باتت جائزة بلجيكا الكبرى للفورمولا 1، التي تُقام في حلبة سبا-فرانكورشان، تشهد منذ سنوات حضورًا متزايدًا لمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي داخل المناطق المخصصة لكبار الشخصيات (VIP)، حيث يختلط هؤلاء الجدد بالضيوف التقليديين من رجال السياسة والاقتصاد والرياضة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة La Libre البلجيكية يوم الأحد 27 يوليو 2025، فإن هذا التحول يعكس توجهًا استراتيجيًا جديدًا لدى منظمي السباق، الذين يسعون إلى توسيع قاعدة جمهور الحدث وربطه بجمهور شبكات التواصل الاجتماعي، مستفيدين من شعبية المؤثرين وقدرتهم على الترويج للفعالية بشكل مباشر وفوري.
وبات يُنظر إلى هؤلاء المؤثرين، الذين يتم اختيارهم بناءً على مدى تأثيرهم الرقمي وعدد متابعيهم، كأدوات تسويقية أساسية تُمكّن المنظمين من تعزيز صورة الحدث على الصعيدين المحلي والدولي، خاصة في ظل المنافسة العالمية بين وجهات الفورمولا 1. ويُمنح هؤلاء المؤثرون امتيازات خاصة داخل مناطق الضيافة الفاخرة، حيث يشاركون في أنشطة حصرية، ويلتقون السائقين، ويشاركون تجاربهم مع متابعيهم في الوقت الحقيقي.
ويطرح هذا الاتجاه الجديد أسئلة حول مستقبل مفهوم “كبار الشخصيات” في الفعاليات الرياضية، وما إذا كان سيبقى حكرًا على النخب السياسية والاقتصادية، أم سيتوسع ليشمل المؤثرين باعتبارهم فاعلين جدد في المعادلة الإعلامية والتجارية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الدمج بين الرياضة والتأثير الرقمي لم يلقَ إجماعًا كاملاً، إذ يرى البعض فيه تسطيحًا للطابع الرياضي وتحولاً نحو العرض الاستعراضي، في حين يعتبره آخرون تطورًا طبيعيًا لعصر تتقاطع فيه الرياضة مع الإعلام الجديد والتسويق العصري.