البلجيكية | زينب علا
شهدت عدة مدن ومقاطعات بلجيكية، في مشهد يعكس وحدة وأمل الجالية السورية في المهجر، فعاليات جماهيرية واسعة ومؤثرة نظمتها الجالية للاحتفال بـ “يوم النصر”، الذي يوافق الذكرى السنوية الأولى لإسقاط النظام، وتحولت بلجيكا، وخاصة العاصمة بروكسل التي تُعد مركز القرار الأوروبي، إلى نقطة تلاقٍ وحشد للسوريين القادمين من مختلف أنحاء القارة، مؤكدين تمسكهم بالهوية الوطنية والتطلع إلى بناء سوريا جديدة قائمة على الحرية والعدالة والديمقراطية.
وكانت الفعالية المركزية الكبرى قد أقيمت في بروكسل يوم السبت الموافق 6 ديسمبر 2025، حيث احتضنت القاعة الكبرى بمسرح جامعة بروكسل الحرة (ULB) هذا التجمع التاريخي الذي استمر لقرابة ست ساعات، حيث بدأ الحفل بفقرة ترحيبية حارة، تبعتها مجموعة من الأغاني والأناشيد الوطنية، ليتم الانتقال إلى الافتتاح الرسمي الذي تميز بلحظات عميقة من الوفاء؛ حيث عزف النشيد الوطني السوري، ووقف الحضور دقيقة صمت إجلالًا وإكرامًا لأرواح الشهداء الذين سقطوا في سبيل الحرية والكرامة، في مشهد عكس الإجماع على تضحيات الماضي.
وألقى رئيس الجالية السورية في بلجيكا كلمته الافتتاحية، معلناً الاحتفال بالذكرى “سورية الأغلى على قلوبنا”، ذكرى إسقاط النظام، مؤكداً أنها لحظة أسعدت القلوب وطوت عنهم أثر سنوات القتل والتهجير والاعتقال والتدمير التي عاشها السوريون على آلة البطش الأسدية، وأشار إلى أن هذا الاحتفال في بلاد الهجرة والاغتراب هو محاولة لتضميد جراح سورية العزيزة والمنكوبة، التي تحاول باقتدار أن تقف مرة أخرى لتستعيد مكانتها كدولة فاعلة، وشدد على الإيمان بسوريا الواحدة والموحدة، القوية بأبنائها جميعاً على اختلاف قومياتهم وطوائفهم، دولة تُصان فيها حقوق وكرامة وأرواح وأرزاق أبنائها، كما لفت رئيس الجالية إلى تجاوزهم محاولات التخريب التي رافقت تنظيم الحفل، والتركيز على الهدف الأسمى، موجهاً تحية لأرواح الشهداء وأهالي المهجرين والمنكوبين، ومؤكداً جاهزيتهم الكاملة للمساهمة في الإسراع في إعادة بناء سوريا، موجهًا الشكر إلى وزارة الخارجية والمغتربين السورية والشركات الداعمة.
كما تضمنت الأمسية، بعد الكلمة الرئيسية عرضًا خاصًا لفيلم وثائقي مؤثر حول الثورة السورية والنصر، وهو عمل فني تم إعداده وإنتاجه بالكامل من قبل أبناء الجالية في بلجيكا، وسلط الضوء على مراحل النضال التي سبقت هذا الإنجاز التاريخي. كما أثرى الحفل بمجموعة من الفقرات الفنية المميزة، حيث قدم المطرب محمد أبو الورد وصلات غنائية تفاعل معها الجمهور بحماس، ثم تبعه المطرب شادي المرعل بفقرته الغنائية المميزة، و عرضت مسرحية كوميدية هادفة قدمها الأخوان ملص ونالت استحسان الحاضرين، واختتمت الفقرات الغنائية بعرض مشترك بين الفنان قاشوش الرقة وشادي المرعل، كما تضمنت الأمسية فقرة مسابقات ترفيهية وتفاعلية قدمها كل من الأستاذ قاسم مرعي ومعه الأستاذة ياسمين وغفران، وتولى تقديم وإدارة فقرات الاحتفال نخبة من الشخصيات الفاعلة في الجالية، وهم: الأستاذ قاسم مرعي، الأستاذ عبد الرحمن محمد، الدكتور قصي، والآنسة إيمان.
ولم تقتصر احتفالات “يوم النصر” على بروكسل فحسب، بل امتدت لتشمل مدناً ومقاطعات أخرى، حيث سجلت تجمعات جماهيرية واسعة عكست الالتزام بالاحتفاء بهذه الذكرى، فقد شهدت مدينة أنتويرب احتفالية حاشدة أقيمت برعاية وزارة الخارجية السورية، ونظمها المتطوعون السوريون في بلجيكا، وقد سجل هذا التجمع حضوراً جماهيرياً كبيراً ومميزاً بلغ 1136 شخصاً، ما يؤكد عمق الارتباط بهذه الذكرى الوطنية والحرص على مشاركة هذه اللحظة الفاصلة.
وفي السياق ذاته، شهدت مدينة لييج أيضاً احتفالية خاصة لأبناء الجالية السورية هناك، حيث عكست هذه التجمعات الشعور القوي بالوحدة والتفاؤل بين أبناء الجالية في مختلف المناطق البلجيكية، مؤكدين رسالة الوحدة الوطنية السورية في المهجر.
وأكد المنظمون في ختام الفعالية أن هذه التجمعات السنوية ليست مجرد احتفال بذكرى، بل هي تجسيد حي لوحدة الجالية السورية وتمسكها بهويتها الوطنية، ورسالة تهدف إلى إبقاء شعلة الثورة والتغيير مضاءة وتعزيز التواصل بين السوريين في المهجر. وانتهت الأمسية في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً، وقد غادر المشاركون وهم يحملون شعوراً قوياً بالوحدة والتفاؤل، مع تعهد المنظمين بتكرار هذا “اليوم النصر” في السنوات القادمة، ليظل رمزاً لعدم نسيان التضحيات وتأكيداً على الاستمرار في المطالبة بالكرامة والحرية الكاملة للشعب السوري.






















































