البلجيكية | أويس يوسف
في إنجاز مالي غير مسبوق في تاريخ كرة القدم، أعلن نادي ريال مدريد الإسباني رسميًا عن إنهائه الموسم المالي 2024/25 بإيرادات بلغت 1.185 مليار يورو، دون احتساب مداخيل انتقالات اللاعبين، ليكون بذلك أول نادٍ في العالم يتجاوز حاجز المليار يورو من الإيرادات الأساسية.
ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن النادي، فإن هذه الإيرادات جاءت من مصادر تشغيلية تقليدية تشمل:
حقوق البث التلفزيوني
مداخيل المباريات
الرعايات التجارية
مبيعات المنتجات والتذاكر
الأنشطة المؤسسية والتوسعات الرقمية
وباستبعاد عمليات انتقال اللاعبين، يُعد هذا الرقم دليلًا واضحًا على القوة التجارية والاستدامة المالية التي يتمتع بها النادي الملكي، خصوصًا في ظل استثماراته المستمرة في تجديد ملعب سانتياغو برنابيو وتوسيع قاعدته الجماهيرية عالميًا.
حقق النادي أيضًا أرباحًا صافية بلغت 24 مليون يورو بعد خصم الضرائب، رغم المصاريف الرأسمالية الكبيرة المرتبطة بتجديد البنية التحتية وتكاليف التعاقدات الأخيرة. ويؤكد هذا الأداء المالي قدرة النادي على موازنة الإنفاق مع العوائد دون الاعتماد المفرط على بيع اللاعبين.
ويُعزى هذا النجاح إلى الإدارة المحترفة بقيادة فلورنتينو بيريز، حيث واصل النادي تنمية موارده الرقمية، وتعزيز حضوره العالمي عبر الشراكات الاستراتيجية، ما ساهم في ترسيخ مكانة ريال مدريد ليس فقط كنادٍ رياضي، بل كمؤسسة اقتصادية عملاقة في عالم الرياضة.
هذا الإنجاز لا يُعد فقط رقمًا ماليًا لافتًا، بل يمثل تحولًا استراتيجيًا في كيفية إدارة الأندية الكبرى لميزانياتها، وسط تصاعد القيود المالية المفروضة من الهيئات المنظمة، وازدياد المنافسة من أندية مدعومة حكوميًا.
ريال مدريد يقدم نموذجًا للاستقلالية المالية، والربحية المستدامة دون التضحية بالنجاح الرياضي، حيث توّج هذا الموسم بلقب دوري أبطال أوروبا ولقب الدوري الإسباني، مما يُعزز من قيمة علامته التجارية عامًا بعد عام.
ريال مدريد لا يكتفي بتحقيق البطولات داخل الملعب، بل يُهيمن خارجه بأرقام اقتصادية تضعه في مصاف أكبر الكيانات الرياضية والاقتصادية في العالم.
