أثار قرار إلغاء حفل موسيقي في مدينة غنت البلجيكية جدلاً سياسياً واسعاً، بعدما أعلن منظمو مهرجان Flandre عن إلغاء مشاركة قائد الأوركسترا الإسرائيلي لاهاف شاني، الذي كان من المقرر أن يقود أوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية يوم 18 سبتمبر الجاري.
وقال المنظمون إن قرار الإلغاء جاء نتيجة “غياب موقف واضح” لشاني من الحرب الإسرائيلية على غزة، مشيرين إلى أن تصريحاته السابقة التي دعت إلى السلام ووقف التصعيد لم تكن كافية لإظهار رفض صريح لما وصفوه بـ “النظام الإبادي” الإسرائيلي. كما أضافوا أن عوامل أمنية تتعلق بتوتر الأجواء المحيطة بالصراع ساهمت في اتخاذ القرار.
ورغم أن شاني تجنب الإدلاء بمواقف سياسية مباشرة عقب أحداث 7 أكتوبر 2023، مكتفياً بوصف الصراع بـ “المعقد”، إلا أن منظمي المهرجان أكدوا أن الحياد في مثل هذه الظروف لا يعفي من المسؤولية، خصوصاً أن جزءاً من تمويل أوركسترا إسرائيل التي يقودها يأتي من الحكومة الإسرائيلية.
الإلغاء أثار ردود فعل متباينة، حيث وصف رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر القرار بأنه “متسرع وغير مسؤول”، فيما اعتبرت وزارة الثقافة الألمانية الخطوة “معاداة للسامية”. في المقابل، دافع مدير المهرجان يان فان دن بوسخه عن القرار، موضحاً أن المهرجان لطالما استضاف فنانين من إسرائيل ويهوداً من مختلف أنحاء العالم، وأن الغاية من الخطوة هي إرسال “إشارة قوية” بشأن ما يحدث في غزة.
في سياق متصل، أعلنت مدينة برلين استعدادها لاستضافة الأوركسترا وقائدها كبديل، لكنها اشترطت أن يوضح شاني موقفه من الحرب بشكل صريح.