تصاعد التوتر داخل الأوساط السياسية البلجيكية على خلفية تصريحات منسوبة لزعيم حزب “Vooruit” الفلامندي، كونر روسو، وُصفت بأنها تحمل طابعًا عنصريًا، ما دفع أحمد لوعج، رئيس الكتلة الاشتراكية في مجلس النواب، إلى توجيه انتقاد علني لاذع عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، متسائلًا: «كيف يمكنه، بعد تصريحاته العنصرية المتكررة، أن يزال يزعم انتماءه إلى العائلة الاشتراكية؟»
تصريحات روسو، التي سبق أن أثارت موجة استياء داخل الأوساط السياسية والإعلامية، وُصفت من قبل عدد من المراقبين بأنها غير متوافقة مع القيم الأساسية للاشتراكية، لا سيما مبادئ المساواة، والتعدد، والعدالة الاجتماعية. وتسببت هذه المواقف في خلافات داخلية داخل حزب “Vooruit”، حيث عبّر بعض الأعضاء عن قلقهم إزاء الاتجاه الذي يسلكه زعيمهم، فيما طالب آخرون بمراجعة الخطاب السياسي للحزب بشكل أعمق.
من جانبه، يُمثل أحمد لوعج أحد أبرز الأصوات المدافعة عن اشتراكية منفتحة ومتعددة الثقافات، وقد حرص في أكثر من مناسبة على التنبيه إلى مخاطر الانزلاق نحو خطاب إقصائي يتنافى مع مبادئ اليسار التقليدي. انتقاده العلني لروسو يأتي في هذا السياق، ليعكس أزمة أعمق يعيشها اليسار البلجيكي بين المحافظة على مبادئه أو مجاراة تيارات شعبوية متزايدة التأثير.
ويُرتقب أن تفتح هذه التصريحات الباب أمام مزيد من الجدل داخل العائلة الاشتراكية البلجيكية، وربما تؤثر في التحالفات السياسية المقبلة، خاصة في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.