لوحة كاريكاتورية بلجيكية تنتصر لفلسطين وتحصد الجائزة الأولى أوروبيا

0
62
رسم غال المنشور في 3 يناير 2024 في مجلة "ناك". © غال
رسم غال المنشور في 3 يناير 2024 في مجلة "ناك". © غال

البلجيكية| رفاعي عنكوش

في مشهد فني وإنساني بالغ التأثير، فاز الرسام البلجيكي جيرارد ألستينز، المعروف باسم GAL، بجائزة أوروبية مرموقة عن لوحة صادمة ومؤثرة تُجسد معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك ضمن المسابقة التي نظمتها منصة Cartooning for Peace، والتي تهدف إلى تكريم الرسامين الصحفيين الذين يدافعون برسوماتهم عن العدالة والكرامة وحقوق الإنسان.

اللوحة التي لفتت أنظار لجنة التحكيم والرأي العام الأوروبي حملت عنوانًا غير مباشر لكنه بالغ الدلالة، إذ تُظهر خريطة قطاع غزة محاطة بأسلاك شائكة تُحاكي تصميم معسكر أوشفيتز النازي، في مقارنة جريئة ومثيرة للجدل بين الحصار الخانق المفروض على القطاع وبين إحدى أبشع جرائم الإبادة في التاريخ الحديث، ومن دون استخدام أي نص مكتوب، نقل GAL من خلال رموزه البصرية رسالة احتجاجية قوية، مفادها أن ما يحدث في غزة ليس مجرد صراع سياسي، بل مأساة إنسانية تتكرر أمام أعين العالم الذي اختار الصمت.

أثارت هذه اللوحة إعجاب لجنة التحكيم التي اعتبرتها شهادة بصرية صادمة تختزل المأساة الفلسطينية، وتكسر الحياد البارد الذي كثيرًا ما تتسم به التغطيات الإعلامية الغربية، وجاء في بيان اللجنة أن GAL لم يكتفِ بتشخيص الألم، بل صوّره بأدوات الفن كنداء عاجل لضمير الإنسانية، وأضاف البيان أن اللوحة الفائزة تسائل التاريخ، وتربط بين ما نرفض تكراره وما يحدث اليوم أمام مرأى العالم.

من جهته، قال GAL إن الهدف من لوحته ليس الاستفزاز بل التذكير، وإن المقارنة المؤلمة بين غزة وأوشفيتز لم تكن مجازية فقط، بل دعوة للتفكير في منطق الحصار والتجويع والعقاب الجماعي، الذي يُمارس ضد شعب بأكمله، في زمن يُفترض فيه أن يكون العالم قد تعلم من مآسي القرن العشرين.

يُذكر أن جيرارد ألستينز هو أحد أبرز رسامي الكاريكاتير السياسي في بلجيكا، وقد بدأ مسيرته المهنية في ستينيات القرن الماضي، واشتهر بأعماله التي انتقدت بشجاعة الأنظمة الغربية ومواقفها من قضايا العالم الثالث، خصوصًا في إفريقيا والشرق الأوسط. وبفوزه الأخير، يؤكد GAL أن الفن لا يزال قادرًا على قول ما تعجز عنه الكلمات، وأن ريشة رسام قد تكون أبلغ من عشرات المقالات حين تنحاز للحق في وجه القمع والنسيان.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا