اوروبية / يورونيوز
كوفيد-19 في إفريقيا هاجس أوروبا ومؤسسات دولية تحث على إنقاذ الأرواح كسبيل لإنقاذ سبل العيش
لافتة معلقة على عرض مبنى في قبرص كتب عليها: "الزم بيتك، حافط على حياتك" - 2020/04/03 - حقوق النشر أ ب
نشر بتاريخ : Sun, 05 Apr 2020 07:45:25 GMT
دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير ليفين إلى تيسير توريد المعدات الطبية إلى أوروبا، حتى يسرع ذلك في مكافحة انتشار وباء كوفيد-19، وقالت أورسولا: "نحن نحتاج الكثير من هذه المعدات، التي قد تكون باهظة الثمن، ولذلك قبلنا اليوم بحذف ضرائب معينة، لبعض الوقت، على استيراد تجهيزات طبية ومعدات من دول خارج الاتحاد الأرووبي".
إفريقيا...الهاجس
وخلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن طريق الإنترنت، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، إنه إذا لم يتم حل الأزمة في إفريقيا فإنها لن تحل في أوروبا، مشيراً إلى أن الوضع في إفريقيا يمثل هاجساً بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، وأضاف بوريل القول بأن البلدان الإفريقية، هم جيران البلدان الأوروبية، وإنه يمكن للوباء هناك أن يخرج عن إطار السيطرة سريعاً.
وكان مديرا منظمة الصحة العالمية وصندوق النقد الدولي شددا أمس الجمعة على أن إنقاذ الأرواح يعد "شرطاً أساسياً" لإنقاذ سبل العيش في مواجهة وباء كوفيد-19، ووصفت المؤسستان الأزمة الناتجة عنه، بأنها "واحدة من أحلك فترات الانسانية".
إزالة ضرائب مالية
واعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، أن السيطرة على وباء كوفيد-19 أمر ضروري لإحياء النشاط الاقتصادي، على الرغم من اعترافهما بأنه من الصعب موازنة ذلك بشكل صحيح.
وقال غيبريسوس: "ندعو جميع البلدان إلى إزالة الحواجز المالية الخاصة بالرعاية الصحية، لأنه إذا تأخر الناس عن الرعاية الصحية أو تخلوا عنها لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليفها، فإنهم لا يؤذون أنفسهم فحسب، بل يجعلون الأمر أكثر صعوبة في السيطرة على الوباء، وتعريض المجتمع للخطر".
إنقاذ الأرواح وإنقاذ سبل العيش
وقال تيدروس وجورجيفا في مقال مشترك في صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، إنه في الوقت الذي يواجه فيه العالم وباء كوفيد-19، تجد دولة تلو أخرى نفسها في حاجة إلى احتواء انتشار الفيروس على حساب إدخال مجتمعها واقتصادها في الركود.
وأضاف المسؤولان إن القول بمقايضة يجب القيام بها، (إما إنقاذ الأرواح أو إنقاذ سبل العيش) هي معضلة زائفة، لأن السيطرة على الفيروس هي قبل أي شيء آخر شرط أساسي لإنقاذ سبل العيش.
من جانبها قالت كريستالينا جيورجيفا إنه لدى المؤسسة المالية صندوق حرب بقيمة تريليون دولار، وهي مصممة على استخدام كل ما هو ضروري لحماية الاقتصاد من آثار هذه الأزمة.
"الصحة العالمية": 95 بالمائة من ضحايا "كورونا" بأوروبا فوق الـ 60 عاماً
منظمة الصحة العالمية: النقص العالمي "المزمن" في معدّات الوقاية يشكّل "تهديدا ملحّا"
الأولوية للصحة
وقال المسؤولان الدوليان إنه في العديد من البلدان، وخاصة الأكثر فقراً، لم تكن الأنظمة الصحية "مستعدة لهذا التدفق الهائل" من مرضى كوفيد-19، وحضا الدول على إعطاء الأولوية للإنفاق على الصحة.
وكتب المسؤولان "مسار الأزمة الصحية العالمية ومصير الاقتصاد العالمي متداخلان بشكل لا ينفصم. إن مكافحة الوباء ضرورة من أجل إعادة النهوض بالاقتصاد"، وأضافا: "نداؤنا المشترك هو أنه في إحدى أحلك فترات الإنسانية، يجب على القادة أن يعززوا مساعداتهم لهؤلاء الذين يعيشون في الأسواق الناشئة".
وأشار كل من غيبريسوس وجيورجيقا الى أن النشاط الاقتصادي "يهبط" بسبب تأثير الوباء وإجراءات الوقاية، على العمال والشركات وسلاسل التوريد العالمية، في حين يتم التشديد على الإنفاق.
صندوق النقد يضاعف من الإقراض
وجاء في المقال أن عدداً قياسياً بلغ 85 دولة سعت للحصول على تمويل طارئ من صندوق النقد الدولي، وأن الصندوق ضاعف طاقته للاستجابة الطارئة من 50 مليار دولار إلى 100 مليار، ما يجعل الأموال التي تم توفيرها ضعف تلك التي توافرت في أزمات سابقة. وتبلغ طاقة الإقراض الإجمالية لصندوق النقد الدولي تريليون دولار.
وقال تيدروس وجورجيفا إنه في الوقت الذي يتعاون فيه الجميع، مع القليل من الوقت ومحدودية الموارد، فإنه من الضروري التركيز على الأولويات الصحيحة لإنقاذ الأرواح وسبل العيش.
وقد تلقى الاقتصاد العالمي ضربات موجعة بسبب الفيروس وحالات الإغلاق المرتبطة به، مع وجود أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية في ظل نوع من تقييد الحركة وأوامر بملازمة المنازل. وأدى الوباء إلى وفاة أكثر من 50 ألف شخص، في حين جاءت نتائج اختبارات نحو مليون آخرين إيجابية لناحية الإصابة.